• 25 Nov, 2025

الثقافة والفن هما أكثر من مجرد أنشطة أو فعاليات؛ هما نبض المجتمع وروحه الحقيقية. في حمص، يمتد إرث الثقافة والفنون عبر التاريخ، حيث توارثت الأجيال الموسيقى، الشعر، المسرح، والحرف اليدوية، لتصبح جزءاً من هوية المدينة وتجربة أهلها اليومية

الفن في حمص ليس حكراً على المبدعين المحترفين، بل هو مساحة لكل فرد للتعبير عن نفسه. من الرسومات على الجدران، إلى الموسيقى الشعبية، إلى الأداء المسرحي، يجد المواطنون مساحة للتواصل والمشاركة. هذه الأنشطة تساعد على بناء شعور بالانتماء وتعزيز الروابط الاجتماعية، إذ يرى الناس أن ثقافتهم ليست مجرد ماضٍ، بل تجربة حيّة تتجدد مع كل جيل

ومع انتشار التكنولوجيا والمنصات الرقمية، توسع دور الفن ليشمل الفنون الرقمية، التصوير، والمحتوى المرئي، ما أتاح للفنانين الشباب فرصة للتعبير عن رؤيتهم ومواهبهم خارج حدود المكان التقليدي. هذا التكامل بين التراث والحداثة يخلق مشهداً فنياً متنوعاً، ويعكس المجتمع كما هو حقيقي، مع كل تحدياته وفرصه

الثقافة والفن أيضاً وسيلة تعليمية هامة، خصوصاً للأطفال والشباب، إذ تساعدهم على تطوير مهارات التفكير النقدي، الإبداع، وحل المشكلات بطرق مبتكرة. المشاركة في ورشات الرسم، الموسيقى، أو المسرح تمنحهم القدرة على التعبير بحرية، وتزرع فيهم الثقة بالنفس، بينما تتيح للمجتمع فرصة اكتشاف مواهب جديدة وتعزيز روح التعاون

الفعاليات الفنية والثقافية في حمص، مثل المعارض والمهرجانات، لا تعمل فقط على إبراز المواهب، بل تخلق بيئة اجتماعية تفاعلية تجمع بين الناس من مختلف الأعمار والخلفيات. الإعلام المحلي بدوره يضطلع بدور مهم في تسليط الضوء على هذه الأنشطة، ونشر الوعي حول أهميتها في تعزيز الروابط المجتمعية

في النهاية، الثقافة والفن هما العمود الفقري لأي مجتمع حي. في حمص، يشكلان مساحة للتعبير، للتعلم، للتواصل، وللتغيير الإيجابي. الاستثمار فيهما لا يقتصر على دعم الفنانين فقط، بل هو استثمار في روح المجتمع، في المستقبل، وفي قدرة المدينة على النمو والازدهار بطريقة مستدامة ومبدعة